مقدمة عن تكنولوجيا التعليم
في الحضارات القديمة لم يكن لدى الإنسان الأسس الكافية للاتصال ،وأسباب الاتصال كثيرة فهـي إمـا نقل خبر، أو تحذير من خطر ،أو تبليغ بما يجول في الخاطر ،فاعتمد لغة المخاطبة ،أو الإشارة ،أو التمثيـل ،أو التقمص.
ولقد عرف قدماء المـصريين واليونـانيين الكتابـة ،واسـتخدموا الرسـم ،وكـان فراعنـة مـصر ينـشرون أوامرهم ،كما كانوا يأمرون بحفر هذه الأوامر على جدران المعابـد ليقرأهـا النـاس ،واشـتهر عـن الإغريـق إذاعة الأخبار في الميادين العامة.
أما العرب فقد استخدموا الخطب ،والأشعار ،والندوات ،ودق الطبول ،وإشعال النار ،ثـم أتى الإسـلام واهتم بالتعليم ،عن طريق القدوة والممارسة المباشرة ،ونرى ذلك جليا في أجمل مثال ،قصة ابني آدم عليه الصلاة والسلام ،قال تعالى :"اتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق ،إذ قربا قربانا ،فتقبل مـن أحـدهما ،ولم يتقبـل من الآخر " (المائدة :27)
في هذه القصة قام الغراب بدور المعلم ،وقابيل بـدور المـتعلم ،والوسـيلة الرئيـسة الغـراب الميـت ،وكان يحرص الرسول صلى الـلـه عليه وسلم على تعليم أصحابه رضوان الـلـه علـيهم بالقـدوة والملاحظـة ،فكان يقول "صلوا كما رأيتموني أصلي" ،وغيرها من الشواهد.
شهد هذا العصر تطورات متسارعة ومذهلـة في مجـال التكنولوجيـا ،والتـي أصـبحت تغـزو جميـع جوانب حياة الإنسان ،في كل مكان ،في المكتب والمنـزل، كـما سـهلت الاتـصال والانتقـال ،وقربـت الزمـان والمكان، فصار الإنسان يعيش في قرية صغيرة ،يؤثر في إحداثها ويتـأثر بهـا ،وأصـبح النـاس شركـاء في هـذه القرية الصغيرة.
وشــهد القــرن العــشرون ثــورة علميــة ومعرفيــة هائلــة لم يــسبق لهــا نظــير، شــملت مختلــف ميادين العلوم الإنـسانية والطبيعيـة والتطبيقيـة، وشـهد مولـد ميـادين علميـة جديـدة لم تكـن معروفـة مـــن قبـــل، ولم تكـــن التربيـــة بمنـــأى عـــن هـــذا التطـــور، بـــل كانـــت مـــن أكـــثر الميـــادين تـــأثرا وتأثيرا، إذ ظهرت العديد من النظريات والاتجاهات التربوية ،التي سعت إلى استيعاب الحجم الهائـل مـن العلوم، والحفاظ على هذا التراث الإنساني من خلال نقله للأجيال المتتالية، لتطـويره مـن ناحيـة، ووضـعه موضع التطبيق من ناحية أخرى، وعملت لتحقيـق ذلـك عـلى الاسـتفادة مـن كـل مـا أنتجـه العلـم مـن نظريات وتطبيقات.
وحرص التربويون في فترة مبكرة على توظيـف تقنيـات الاتـصال المختلفـة ،التـي بـدأت تظهـر هنـا وهناك في خدمة العملية التعليمية، فبدأ الاهتمام بوسـائل العـرض المرئيـة، وبعـدها المـسموعة، وظهـرتالوسائل السمعية والبـصرية كميـدان تربـوي جديـد، ثـم بـدأ يظهـر في الأدب التربـوي مـصطلح تقنيـات التعليم، وتحول الاهتمام من مجرد استخدام الوسائل السمعية البـصرية إلى دراسـة عمليـة الاتـصال ،بـين المرسل والمستقبل في الموقف التعليمي، وإعداد الرسالة التعليمية ،واستخدام قنوات الاتصال المناسبة.
وفي مرحلة لاحقة حدث تطور آخر في مجال تكنولوجيا التعليم ،نحو الاهتمام بالبيئـة التعليميـة كاملـة، المعنوية والمادية، وتصميم الموقف التعليمي بجميع مدخلاتـه وعملياتـه ومخرجاتـه، وأصـبح مفهـوم النظـام، والأسلوب النظامي مضامين جوهرية في مفهوم تقنيات التعليم، وأصبحت الوسائل التعليمية جزءا من منظومة شاملة ،تضم الإنسان ،والأفكار والأساليب ،والأدوات ،والإدارة ،وجميع ما يؤثر في الموقف التعليمي.لقد تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم نتيجة لدراسات عديدة ،واعتمادا على نظريات تربوية حديثـة، خلصت بعمومها إلى قصور المفهوم المرتبط بـالأجهزة والأدوات عـن تحقيـق الأهـداف المرجـوة مـن هـذا الميدان المهم، وهذه حقيقة يدركها كل من ينظر إلى الأجهزة التعليمية المكدسـة في المـدارس والمؤسـسات التربوية.
لقد أحدثت التطورات التكنولوجية الأخيرة، تغييرا في كثير مـن المفـاهيم التربويـة الـسائدة، طالـت النظم الإدارية، وبناء المناهج الدراسية، والبرامج التدريبية، بـل ظهـر مـن ينـادي بمراجعـة الـشكل القـائم للمدرسة، ومن يجادل بضرورة وجودها، في ظـل وجـود طـرق المعلومـات الـسريعة، ونظـم الاتـصال عـبر الأقمار الصناعية، والملتيميديا، والهايبرميديا، والـصفوف والمعامـل الافتراضـية، ومـا إلى ذلـك مـن مفـاهيم تقنية جديدة.
ولـــذلك فـــإن تكنولوجيـــا التعلـــيم علـــم متجـــدد ،لا يقـــف عنـــد حـــدود اســـتخدام الأجهـــزة التعليميــة وصــيانتها، بــل أنــه يتــأثر بــالتغيرات النظريــة التــي تواجــه المجــال وتطبيقاتــه، ولهــذا كــان التطور في مجال تقنيات التعلـيم موازيـا للتطـورات في النظريـات ذات العلاقـة، والمتتبـع للتغـيرات التـي طرأت على تعريفات المجال منذ العشرينيات، حتى الآن يلحظ كيف تأثر المجال بـالتحولات النظريـة مـن مدرسة علم النفس السلوكية ،إلى المدرسة الإدراكية ،إلى المدرسة البنيوية.
ومن الإنصاف أن نقول إن مهنة التعليم ومنذ طفولة هذه المهنـة ،التـي تمتـد إلى مـا قبـل التـاريخ ،كانت تعتمد وبدرجات متفاوتة على استخدام تقنيات تعليمية مختلفة ،إلا أننا نشهد تركيـزا شـديدا عـلى استخدامها في الوقت الحاضر، وأصبحت ميزة تتباهى بها المدارس، والمعاهد ،والجامعات ،ومراكز الأبحـاث العلمية.
يرتبط المفهوم الشائع لتكنولوجيا التعليم بالأجهزة والآلات، وأول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن تكنولوجيا التعليم، معـارض الوسـائل التعليميـة في المـدارس، وتـصوير النـشاطات التربويـة، وتـشغيل وحدة الصوت في اللقاءات العامة، وعند الحديث عن الإنجازات في مجال تكنولوجي التعليم، فـسرعان مـا يبدأ الحديث عن عدد الأجهزة المتوافرة في المدارس، وشبكات الحاسب والملتيميديا والإنترنت.
إن تكنولوجيا التعليم تشمل الجانبين النظري والتطبيقي، إذ إنها تقدم إطارا معرفيا لدعم التطبيـق، وتوفر قاعدة معرفية حـول كيفيـة التعـرف إلى المـشكلات التعليميـة وحلهـا، ويعتمـد ميـدان تكنولوجيـاالتعليم على كل ما تنتجه حقول المعرفة المختلفـة، التربويـة بـشكل خـاص، والعلـوم النظريـة والتطبيقيـة بشكل عام، عرفت تكنولوجيا التعليم بأنها "عملية منهجيـة منظمـة في تـصميم عمليـة التعلـيم والـتعلم، وتنفيذها وتقويمها، في ضوء أهداف محددة ،تقوم أساسا على نتائج البحوث في مجالات المعرفة المختلفـة، وتستخدم جميع الموارد المتاحة البشرية، وغير البشرية، للوصول إلى تعلم أكثر فاعليـة وكفايـة.
ولقد عرف قدماء المـصريين واليونـانيين الكتابـة ،واسـتخدموا الرسـم ،وكـان فراعنـة مـصر ينـشرون أوامرهم ،كما كانوا يأمرون بحفر هذه الأوامر على جدران المعابـد ليقرأهـا النـاس ،واشـتهر عـن الإغريـق إذاعة الأخبار في الميادين العامة.
أما العرب فقد استخدموا الخطب ،والأشعار ،والندوات ،ودق الطبول ،وإشعال النار ،ثـم أتى الإسـلام واهتم بالتعليم ،عن طريق القدوة والممارسة المباشرة ،ونرى ذلك جليا في أجمل مثال ،قصة ابني آدم عليه الصلاة والسلام ،قال تعالى :"اتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق ،إذ قربا قربانا ،فتقبل مـن أحـدهما ،ولم يتقبـل من الآخر " (المائدة :27)
في هذه القصة قام الغراب بدور المعلم ،وقابيل بـدور المـتعلم ،والوسـيلة الرئيـسة الغـراب الميـت ،وكان يحرص الرسول صلى الـلـه عليه وسلم على تعليم أصحابه رضوان الـلـه علـيهم بالقـدوة والملاحظـة ،فكان يقول "صلوا كما رأيتموني أصلي" ،وغيرها من الشواهد.
شهد هذا العصر تطورات متسارعة ومذهلـة في مجـال التكنولوجيـا ،والتـي أصـبحت تغـزو جميـع جوانب حياة الإنسان ،في كل مكان ،في المكتب والمنـزل، كـما سـهلت الاتـصال والانتقـال ،وقربـت الزمـان والمكان، فصار الإنسان يعيش في قرية صغيرة ،يؤثر في إحداثها ويتـأثر بهـا ،وأصـبح النـاس شركـاء في هـذه القرية الصغيرة.
وشــهد القــرن العــشرون ثــورة علميــة ومعرفيــة هائلــة لم يــسبق لهــا نظــير، شــملت مختلــف ميادين العلوم الإنـسانية والطبيعيـة والتطبيقيـة، وشـهد مولـد ميـادين علميـة جديـدة لم تكـن معروفـة مـــن قبـــل، ولم تكـــن التربيـــة بمنـــأى عـــن هـــذا التطـــور، بـــل كانـــت مـــن أكـــثر الميـــادين تـــأثرا وتأثيرا، إذ ظهرت العديد من النظريات والاتجاهات التربوية ،التي سعت إلى استيعاب الحجم الهائـل مـن العلوم، والحفاظ على هذا التراث الإنساني من خلال نقله للأجيال المتتالية، لتطـويره مـن ناحيـة، ووضـعه موضع التطبيق من ناحية أخرى، وعملت لتحقيـق ذلـك عـلى الاسـتفادة مـن كـل مـا أنتجـه العلـم مـن نظريات وتطبيقات.
وحرص التربويون في فترة مبكرة على توظيـف تقنيـات الاتـصال المختلفـة ،التـي بـدأت تظهـر هنـا وهناك في خدمة العملية التعليمية، فبدأ الاهتمام بوسـائل العـرض المرئيـة، وبعـدها المـسموعة، وظهـرتالوسائل السمعية والبـصرية كميـدان تربـوي جديـد، ثـم بـدأ يظهـر في الأدب التربـوي مـصطلح تقنيـات التعليم، وتحول الاهتمام من مجرد استخدام الوسائل السمعية البـصرية إلى دراسـة عمليـة الاتـصال ،بـين المرسل والمستقبل في الموقف التعليمي، وإعداد الرسالة التعليمية ،واستخدام قنوات الاتصال المناسبة.
وفي مرحلة لاحقة حدث تطور آخر في مجال تكنولوجيا التعليم ،نحو الاهتمام بالبيئـة التعليميـة كاملـة، المعنوية والمادية، وتصميم الموقف التعليمي بجميع مدخلاتـه وعملياتـه ومخرجاتـه، وأصـبح مفهـوم النظـام، والأسلوب النظامي مضامين جوهرية في مفهوم تقنيات التعليم، وأصبحت الوسائل التعليمية جزءا من منظومة شاملة ،تضم الإنسان ،والأفكار والأساليب ،والأدوات ،والإدارة ،وجميع ما يؤثر في الموقف التعليمي.لقد تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم نتيجة لدراسات عديدة ،واعتمادا على نظريات تربوية حديثـة، خلصت بعمومها إلى قصور المفهوم المرتبط بـالأجهزة والأدوات عـن تحقيـق الأهـداف المرجـوة مـن هـذا الميدان المهم، وهذه حقيقة يدركها كل من ينظر إلى الأجهزة التعليمية المكدسـة في المـدارس والمؤسـسات التربوية.
لقد أحدثت التطورات التكنولوجية الأخيرة، تغييرا في كثير مـن المفـاهيم التربويـة الـسائدة، طالـت النظم الإدارية، وبناء المناهج الدراسية، والبرامج التدريبية، بـل ظهـر مـن ينـادي بمراجعـة الـشكل القـائم للمدرسة، ومن يجادل بضرورة وجودها، في ظـل وجـود طـرق المعلومـات الـسريعة، ونظـم الاتـصال عـبر الأقمار الصناعية، والملتيميديا، والهايبرميديا، والـصفوف والمعامـل الافتراضـية، ومـا إلى ذلـك مـن مفـاهيم تقنية جديدة.
ولـــذلك فـــإن تكنولوجيـــا التعلـــيم علـــم متجـــدد ،لا يقـــف عنـــد حـــدود اســـتخدام الأجهـــزة التعليميــة وصــيانتها، بــل أنــه يتــأثر بــالتغيرات النظريــة التــي تواجــه المجــال وتطبيقاتــه، ولهــذا كــان التطور في مجال تقنيات التعلـيم موازيـا للتطـورات في النظريـات ذات العلاقـة، والمتتبـع للتغـيرات التـي طرأت على تعريفات المجال منذ العشرينيات، حتى الآن يلحظ كيف تأثر المجال بـالتحولات النظريـة مـن مدرسة علم النفس السلوكية ،إلى المدرسة الإدراكية ،إلى المدرسة البنيوية.
ومن الإنصاف أن نقول إن مهنة التعليم ومنذ طفولة هذه المهنـة ،التـي تمتـد إلى مـا قبـل التـاريخ ،كانت تعتمد وبدرجات متفاوتة على استخدام تقنيات تعليمية مختلفة ،إلا أننا نشهد تركيـزا شـديدا عـلى استخدامها في الوقت الحاضر، وأصبحت ميزة تتباهى بها المدارس، والمعاهد ،والجامعات ،ومراكز الأبحـاث العلمية.
يرتبط المفهوم الشائع لتكنولوجيا التعليم بالأجهزة والآلات، وأول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن تكنولوجيا التعليم، معـارض الوسـائل التعليميـة في المـدارس، وتـصوير النـشاطات التربويـة، وتـشغيل وحدة الصوت في اللقاءات العامة، وعند الحديث عن الإنجازات في مجال تكنولوجي التعليم، فـسرعان مـا يبدأ الحديث عن عدد الأجهزة المتوافرة في المدارس، وشبكات الحاسب والملتيميديا والإنترنت.
إن تكنولوجيا التعليم تشمل الجانبين النظري والتطبيقي، إذ إنها تقدم إطارا معرفيا لدعم التطبيـق، وتوفر قاعدة معرفية حـول كيفيـة التعـرف إلى المـشكلات التعليميـة وحلهـا، ويعتمـد ميـدان تكنولوجيـاالتعليم على كل ما تنتجه حقول المعرفة المختلفـة، التربويـة بـشكل خـاص، والعلـوم النظريـة والتطبيقيـة بشكل عام، عرفت تكنولوجيا التعليم بأنها "عملية منهجيـة منظمـة في تـصميم عمليـة التعلـيم والـتعلم، وتنفيذها وتقويمها، في ضوء أهداف محددة ،تقوم أساسا على نتائج البحوث في مجالات المعرفة المختلفـة، وتستخدم جميع الموارد المتاحة البشرية، وغير البشرية، للوصول إلى تعلم أكثر فاعليـة وكفايـة.
2 التعليقات
متى تم التنشر ؟ ومن اسم الناشر
مراجع وين
عبّر عن تعليقكالإبتسامات