الحمل والعناية بالطفل

مرحباً بك

فلسفة التعليم المفتوح

تنطلق فلسفة التعليم المفتوح من واقع المؤسسات التعليمية التقليدية في العـالم، ومنهـا مؤسـساتنا العربية، وعلى الرغم من أن التجارب في الدول العربيـة لم تأخـذ شـكلها النهـائي بالنـسبة لهـذا النـوع مـن التعليم ،باستثناء بعض التجارب الرائدة في العالم العربي ،ومنها تجربة جامعة القدس المفتوحـة، يمكـن لنـا القول إن فلسفة التعليم عن بعد تستند إلى المسلمات الآتية :

1-يمكن للإنسان أن يتعلم مدى الحياة، فعملية التعلم لا تحدها مرحلة دراسـية واحـدة أو مجموعـة مراحل ،بل ما دام لإنسان حيا يبقى دائما بحاجة إلى استكمال عملية التعلم، الأمـر الـذي يتطلـب وجود أشكال عديدة من وسائل التعليم ،بما يتناسب ومرحلته العمرية ،أو مهنته ،وموقع عمله أو مسكنه.
2-إن برنــامج التعلــيم المفتــوح يــأتي مــن حاجــة الإنــسان إلى الــتعلم التــي أكــدتها الشرائع الـسماوية ،وحقـوق الإنـسان في العـالم، وبالتـالي فإنهـا تـستهدف تحقيـق هـذه الحاجة في تحقيق الذات ،في مجال استيعاب منجزات العلم والمعرفة ،لـيس عـن طريـق المؤسسات العلمية التقليدية ،والتي تستخدم في الغالب نمطا تعليميا واحدا يركز على السمع والبـصر،بل عن طريق طاقات الإنسان الخلاقة الأخرى.

3-إن برامج التعلـيم في المؤسـسات التقليديـة في الـوطن العـربي يجـب أن تكيـف وفـق متطلبـات المتعلم، ونقل تجارب العالم إلى مؤسساتنا التعليمية ،مما يستلزم إعادة النظـر في هياكـل الأنظمـة الحالية، وإعادة تنظيمها بما ينسجم وأهداف التنمية الشاملة، وما تفرزه ثورة المعلومات في مجالا الاتصالات ،من خلال أنماط تعلمية تقدم لجميع طلبة العلم ،بغض النظر عن أعمارهـم ومهـنهم، وعدم اقتصارها على قالب واحد يتمثل بالصف والمعلم والكتاب.

ما يمكن تبيانه في هذا الإطار هو أن التعليم المفتوح ينطوي على فلسفة تؤكد :

أ-حق الفرد في الوصول إلى المعرفة حتى ولو كانت بعيدة.

ب-حق الأفراد في الفرص التعليمية حتى وإن تجاوزها الزمن.

ج-التحول من التعليم إلى التعلم ،أو من نشاط المعلم إلى نشاط المتعلم.

د-تدفق المعلومات إلى المتعلم بالمشاهدة ،وبالتعامل مع البرنامج المنقول بوسائط متعددة.
هـ-تكيف المتعلم مع برنامج التعليم ،وفقا لحاجاتـه واهتماماتـه وقدراتـه ،وسرعتـه الذاتيـة وتعلمـه الذاتي.
و-انخفاض كلفة التعليم المفتوح عن كلفة التعليم النظامي الجامعي.
ز-أن يعمل في مؤسسات التعليم المفتوح متخصصون إداريون وأكاديميون متعـاونون مـع مبرمجـين تربويين ومبرمجين حاسوبيين.
في ضوء ما سبق نرى أن فلـسفة التعلـيم المفتـوح واسـتراتيجيته تقـوم عـلى فكـرة أساسـيةهي تحويل التعلـيم إلى تعلـم، وبالتـالي التركيـز عـلى المـتعلم والعمليـة التعليميـة الذاتيـة، كـما تــستند هــذه الفــسلفة إلى صــيغة تعليميــة أخــرى غــير الــصيغة التقليديــة، وهــي الــتعلم الـــذاتي والدراســـة الذاتيـــة ،والتـــي تركـــز عـــلى الطالـــب أولا، وتعمـــل جاهـــدة للوصـــول إلى كل طالب مهما تكن ظروفه الاجتماعية والاقتصادية ،ومهما تكن المسافة الجغرافية بـين مكـان إقامتـه ومركز التعليم المفتوح ،لذلك عند وضع المقررات والبرامج الدراسية في التعلـيم المفتـوح ،يجـب أن تؤخـذ بعين الاعتبار العناصر الأساسية الآتية :

1-فئة الدارسين.
معظمهم من أولئك الذين كانوا أقل حظا من غيرهم في فرص التعليم، ومـن الـذين تركـوا الدراسـة النظامية لظروف اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية في سن مبكرة، كما أن الأغلبية العظمى من هذه الفئـة تعمل في مجالات مختلفة بجانب الدراسة، وهم في الغالب يقبلون على الدراسة بدوافع شـتى ،كالحـصول على مكانة اجتماعية أو اقتصادية ،أو لتعميق فهمهم للمهن التـي يمارسـونها ،أو لزيـادة ثقـافتهم وشـغل وقت فراغهم بما ينفعهم.

2-لماذا يدرسون؟
معظم الدراسين يشتركون في التعلـيم المفتـوح لـدوافع كثـيرة ،وأهـم هـذه الـدوافع إثبـات الـذات ،وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
3-ماذا يدرسون؟
تتحدد الـبرامج والمقـررات الدراسـية في ضـوء نوعيـة الدارسـين ،وأوضـاعهم وخلفيـاتهم التعليميـة والثقافية ،وإمكانياتهم ،والوسائل التعليمية المختلفة المتوفرة ،أو التي يمكن توفرها ،والتي بواسطتها يمكـن أن تصل المعلومات إلى الدارسين ،سـواء عـن طريـق الـتعلم المبـاشر، أو في أثنـاء اللقـاءات التـي تـتم بـين الدارسين والمشرفين الأكاديمين ،أو من خلال الـدورات القـصيرة المـدى، أو الانتقـال إلى الدارسـين في أمـاكن إقامتهم في بيوتهم ومواقع عملهم ،بدلا مـن نقلهـم إلى المركـز الـدراسي في الجامعـة المفتوحـة، وهـذا مـا يستند إلى فلسفة التعليم المفتوح.

4-كيف يدرسون؟
يستخدم في التعليم المفتوح جميع الأساليب والوسائل )الوسائط( ،التي تمكن الدارسين من الوصـول إلى أهداف البرنامج الدراسي ،وهناك وسائط مباشرة وغير مباشرة، ومنها ما هو تقليـدي شـائع الاسـتخدام ،ومنها ما هو حديث وجديد.

يتضمن النوع الأول :
الوسائط المباشرة 
الوسائط غير المباشرة
1.المراكز الدراسية. 
2.اللقاءات التوجيهية والفردية. 
3.الندوات والحلقات الدراسية.
4.المؤتمرات وحلقات البحث.
5.الدارسون والمشاغل التدريبية. 
6.المشروعات والنشاطات الميدانية. 
7.الاتصالات التلفونية (الهاتف).
1.المطبوعات والكتب وأدلة الدراسة.
2.المجلات الدورية ذات الصلة.
3.مواد إذاعية وأشرطة سمعية.
4.مواد مرئية (تلفازية) وشرائط فيديو.
5.برامج حاسوب.
6.حقائب تعليمية.
7.التعيينات.

أما النوع الثاني :
فيتضمن الوسائط التعليميـة الحديثـة، وتـضم :وسـائل إلكترونيـة عـلى مـستويات عـدة، تـستخدمجميعها لسد احتياجات التعليم ومتطلباته ،حيث إنها توفر خطوط اتصالات ثنائيـة الاتجـاه،تمثـل علاقـةتفاعلية ما بين الـدارس والمـشرف الأكـاديمي ،عـلى عكـس الوسـائل التقليديـة كالمـادة المطبوعـة والراديـووالتلفاز والأشرطة السمعية والبصرية ،وغيرها من وسائل الاتصال ذات الاتجاه الواحد ،ومن أهم الوسـائطالحديثة التي أثبتت جدارتها في التعليم المفتوح :
-المؤتمرات المرئية Video Conferencing
-المؤتمرات المسموعة Audio – Tele Conferencing
-المؤتمرات بواسطة الحاسوب Computer Conferencing
-المحادثات المباشرة على الهواء On Line Discussion
-شبكة الاتصالات Internet
-الكتب الإلكترونية E. Books
-البريد الإلكترونيE - Mail
-برامج القمر الصناعي Satellite Programmes
كما أن هناك وسائط إلكترونية أخرى حديثة ،مثل المكالمات الهاتفيـة والتلفازيـة متعـددة الأطـراف Conference Call ،وهي تستخدم خطوط الهاتف وأجهزة الحاسوب الخاصة.